(فيلم الوعد)

من طرف sway الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 7:14 am

عباس السحراوي في "الوعد".. طاغية. مهُيمن. وقاتل محترف. ومثل الاخطبوط بأذرع عديدة. وله عيون وعملاء وحوش. يطاردون ويصطادون من يرغب في تصفيتهم.. ومثل سائر البشر لديه رغم جبروته وفظاعة قلبه نقاط ضعف. ونقطة ضعف السحراوي "اليمامة" اي جواده العربي الفذ. أو مهرته التي تعتبر عشقه الوحيد الذي يباهي به ويراهن عليه.. والسحراوي رجل قانون!! ضابط أمن دجله. ترك الخدمة واصبح رجل أعمال "بزينسمان" رأسماله بمئات الملايين. ويتحرك في اطار شبكة دولية من عتاة الخارجين علي القانون.. ولديه هو نفسه "عزرائيله" الشخصي يزهق بأمره أرواح من يريد ان يعجل بنهايتهم!
بهذا الجبروت يحتل خلفية المشهد. ولا يظهر كثيرا ولكنه يحرك الأحداث وهو قابع في قلعته. بيته الفاخر. واسطبل الخيول الخاص والفريد الذي يملكه.
إنه من وجهة نظر المؤلف "وحيد حامد" واحد من رجالة هذا الزمان.. ليس غريبا عليه وان ظل غامضا. وليس بعيدا. وإنما حاضر. بل انه كلُي الحضور.. انه "اسطوري" ربما ولكنه شديد الواقعية رغم ذلك.. وتأملوا المشهد خارج الشاشة وحوادث يشيب لها الولدان تملأ صفحات الحوادث..
وفي مقدمة المشهد. الشاب "عادل". رياضي قوي التكوين. دينامي لا يحط فوق مكان واحد. يتحرك بين عدة فنادق فاخرة. مطعم بالحيوية لا سقف لطموحه. ويتمرد بطبعه. انه واحد من عملاء السحراوي شاب عصري محصن بأدوات هذا الزمن نفسه. الذهنية العالية. والثبات وأدوات التواصل المتقدمة. يتحرك بالكمبيوتر المحمول "اللاب توب" وبالتليفون المحمول أيضاً..
وعادل مثل سائر البشر هو أيضا لديه نقاط ضعف. حياته الخاصة التي تنطوي علي كدمات غائرة. أمه اصيبت بمرض نفسي عضال ودخلت المصحة وانتهت حياتها بصورة مآساوية. العسراوي ليس بعيدا عنهما. وهذه الشخصية بديونها قابلة ايضا للتصديق. ولن تشكك في احتمالات وجودها في زمن شديد العبثية كهذا الذي يحيط بنا. وبين الطاغية الكبير السحراوي "غسان مسعود" وعميله الشاب "آسر ياسين" الأقل ضراوة. تتفرع حكايات يمكن قراءتها علي أكثر من مستوي. فهناك الجانب الفلسفي إن شئت السفسطة. وهناك العناصر الترفيهية الوفيرة ان كان ذلك ما تتوقعه مقابل التذكرة في فيلم الوعد لمخرجه محمد ياسين..
جُمل بصرية بليغة
في البداية ومع العناوين تتابع تقديما سريعا. بجمل بصرية معبرة وداخل تكوينات تلقي الضوء علي ابرز صفات الشخصيات الضالعة في قصة الفيلم الرئيسية وأيضا القصص الجانبية التي تصب داخل الخط الرئيسي: الشاب عادل بينما يمارس نشاطه الرياضي ويكشف عن بنيانه وقوته الجسمانية. والسحراوي بجسده النحيل ووجهه الصارم المفتون بجواده. يوسف توفيق "محمود ياسين" العجوز المحنك بوجهه المريض. الفتاه فرح "روبي" الهيفاء الرشيقة. الشقية التي تخفي أكثر مما تشي بها انوثتها الطاغية أو عملها المتواضع داخل صالون التجميل.. الشاب الحانوتي جرجس "أحمد عزمي" بشعره الخام. هو الآخر له دور علينا ان ننتظره.
مكافأة آخر الخدمة
في البداية يصل "عادل" عميل السحراوي الي حجرة يوسف توفيق محمود ياسين العميل القديم. مريض السرطان الذي ينتظر الموت داخل مستشفي يأتيه الأول في زيارة خاصة يحمل باقة من الزهور وصندوقاً تحسبه مليئا بالشيكولاتة. ولكنه يحوي رزماً من الأوراق النقدية. هي مكافأة نهاية الخدمة. أرسلها له السحراوي كتحية أخيرة. قبل ان يبعث اليه بعزرائيل "باسم السمرة" ليقضي عليه داخل سريره في شقته المختارة داخل الحي الشعبي.
في هذا اللقاء يتفق الاثنان علي ما يشبه "المقايضة" ان يقوم الأول "عادل" بدفن الثاني "يوسف" في مكان بديع. فوق ربوة عالية تطل علي البحر. وبذلك يحقق للرجل بعد وفاته مالم يتمكن من تحقيقه في حياته.
المشهد الحواري الذي جمع بين "يوسف" و"عادل" يزدحم بالدلالات التي طواها المؤلف "وحيد حامد" في الجمل المختارة علي لسان الاثنين. دلالات تشير الي قيمة المال في الوقت الضائع. أو قيمة الحياة نفسها التي لا تسفر عن قيمة محترمة. وعن معني "نهاية الخدمة" وخدمة من؟ وأي نوع من الخدمات.. ثم الدائرة المفرغة التي ستدور حتما لتصل الي نهاية مشابهة تماما لحياة هذا الشاب نفسه "رسول السحراوي" الذي جاء بالورد والأموال التي اصبحت في نظر صاحبها مجرد "ورق" بلا قيمة.. المشاهد نفذها المخرج صانع الفيلم "محمد ياسين" بكفاءة حرفية وفهم لمحتواها الموضوعي.
وعلي المستوي الإنساني يرتبط عميلا السحراوي. الشاب والعجوز داخل الدائرة المشتركة التي جمعتهما. ويتحقق قدر من التواصل بينهما. ناهيك عن وحدة المصير. ثم الفضول الذي يغذي العلاقة ويجعل لهذه "المقايضة" مبرراتها الموضوعية.. فالشاب استمرار لتجربة العجوز المقبل علي الموت..
ولا تخلو العلاقة من مواقف طريفة. تجمع بين الفكاهة والسخرية فقد اكتشف الشاب ان زميله المريض قبطي الديانة. وان اسمه بالكامل يوسف توفيق غبريال. ومعني ذلك انه سوف يدُفن بداخل صندوق خشبي "تابوت" مما يجعل مهمة نقله إلي حيث يدف فوق ربوة عالية. مهمة صعبة.
ومن أجل توفير الصندوق. وتسهيل مهمة ايصال جثمانه لمثواه الأخير يلجأ "عادل" المسلم الي جرجس الحانوتي الذي يعيش وسط "أشياء الموت" بعيدا عن مظاهر الحياة. وسط التوابيت والصلبان والتماثيل والايقونات الدينية.. وبين الاثنين يتم ما يشبه "المقايضة" ايضا.. فالفيلم ينطوي علي عدة "مقايضات" أو قل ألعاباً "Games" بشرية. بين من تجمع بينهما مصالح مؤقتة وعابرة.. لا وجود لعلاقات حميمة بالمعني الأخلاقي والإنساني.. والاثنان جرجس وعادل يقومان سويا بدفن "قتيل" اي بعمل خارج علي القانون.. يتحايلان علي ماهو شرعي..
الموت شنقاً
فيوسف غبريال لا يموت بالسرطان كما هو مفترض ومتوقع وإنما بالعزرائيل الخصوصي لعسراوي باسم السمرة. وحتي لا يفتح علي نفسه ابواب جهنم. لا يقوم "عادل" بالتبليغ عن القاتل لأنه يعرفه. وإنما يتولي ومعه جرجس تنفيذ الوصية.. وبعدها يصبح الاثنان "أصدقاء"!
حكاية فرح
وبين الشخصيات الفاعلة. في دراما "الوعد" شخصية "فرح" روبي التي شاهدناها داخل صالون التجميل تقوم بعمل "باديكير" ل"لوسي" زبونة المحل. الاثنتان تتحاوران بكلام غارق في الدلالات الجنسية وبانسجام "حريمي" يؤكد قدرة المؤلف علي نحت جُمل مناسبة وذات خصوصية تظهر جانبا من التكوين العاطفي والعقلي لفرح" والمشهد علي قصره نفذ ايضا باتقان وحس واقعي ودلالي صريح.
فهذه "الفرح" تقتحم حياة "عادل" داخل "الكوفي شوب" الذي اعتاد التردد عليه. وبحيلة لجرجرته في علاقة ثم الي منزلها تستدرجه. وتحتويه وتبحث في أوراقه "جواز سفره" فهي امرأة تعمل بالنهار. وتسهر طوال الليل مع زبائن المتعة ووراء هذه الواجهات "الأقنعة" يختفي نشاطها الأكثر خطورة. إنها عميلة أخري لحساب "السحراوي" وداخل الدائرة نفسها. وتتابع العملاء وتقتفي أثرهم معتمدة علي قوتها كأنثي لا تقاوم. ولكنها علي مستوي أخر إمرأة تواقة للزواج وللاستقرار. وقد اغرقها نشاطها الخاص الخارج علي القانون في وفرة مادية جعلها تمتلك فيلا مبهرة وهبها لها واحد من زبائنها العرب في اشارة من المؤلف لحجم السفة والتبديد من أجل متعة عابرة.. فكل الشخصيات في هذا العمل محرومة من "الاستواء" وتمارس حياتها خارج القانون.
ولكن لا تخلو العلاقة بين فرح وعادل من عواطف متبادلة فقد اصبحت تعرف نيته في الهروب بأموال "السحراوي" ثم بهروبه فعلا الي المغرب وهناك يظل مطاردا وغير قادر علي الفكاك. ولم تفلح الراقصة المغربية التي ساعدته هناك ولم يتمكن بقدرته علي الجري والقفز والتخفي واقتحام الصعاب من أجل تحقيق مآربه والفوز بالغنيمة.
وحين لم يفلح في "الهروب" يعود وهو يخطط للتخلص من "السحراوي".. نتذكر هنا الحوار الذي دار بين يوسف وعادل في بداية الفيلم حيث يستمع الثاني الي نصيحة الأول: لو عندك عدو مالوش حل. ياتهرب منه. ياتخلص عليه" ومع ذلك ورغم الخلاص تظل الدائرة الإجرامية في الدوران حتي يأتي في نهاية الفيلم من يحمل باقة الزهور والصندوق الذي يحمله مكافأة نهاية الخدمة "لعادل" نفسه فالسحراوي لم يمت..
لغة سينمائية متميزة
يلفت الانتباه في فيلم "الوعد" القيمة البصرية للغة الفيلم واسلوبه في التعبير المرئي من خلال تكوينات جمالية للكادرات و"خطة" الاضاءة التي تبرز المهارات التعبيرية لمدير التصوير محسن أحمد. والمشاهد فائقة الجمال التي دارت فيها الأحداث. سواء المناظر الخارجية الطبيعية أو الديكور اللافت للنظر جداً "محمود بركة" ديكور الفيلا. واختيار الاثاث والاكسسوارات "ملاءات السرير ذات الألوان غير التقليدية" والفخامة الشكلية التي تمثل قناعاً لأمكنة نتواري خلفها قبح بشري وسلوكي وانساني لا حدود له..
من المشاهد البديعة. مشهد دفن يوسف. والموسيقي المرافقة. والموتيفات الصوتية الآسيانه التي تشبه الترانيم "موسيقي تامر كروان".
ورغم الحرفية العالية في تنفيذ مشهد المطاردة في المغرب. إلا أنها طالت جداً. وتحولت الي "موضوع" قائم لذاته. بصرف النظر عن موضوع الفيلم الرئيسي. فانتقل الفيلم بتوجهه من ملكة التفكير وجاذبية المحتوي الموضوعي وجمال الصورة. ورشاقة الحوار الذي شدنا في النصف الأول من الفيلم. الي فيلم مغامرات فارغ. ينشد الاثارة بالأكشن الخارجي ويترك للحركة وحدها العنان دون تطوير للجانب الموضوعي.
وفرة العناصر الجاذبة
تمثل المرأة وعنصر الغواية أحد المشهيات في سياق الحكي الروائي.. المرأة الممثلة في "روبي" أو في الممثلة المغربية. ولكن الفارق كبير بين شخصية المرأة الفتاكة المكتملة "فرح" وبين الشخصية العابرة التي اكتفي المخرج في تقديمها بالإثارة الشكلية. الاثنتان المصرية والمغربية نموذج للمرأة الفتاكة "Femme Fatal" ولكنه ارتقي بروبي إلي مستوي الممثلة المجتهدة القادرة علي توظيف امكانياتها لعمل شخصية من لحم ودم. والمؤكد ان هذا الدور سوف يضع روبي في مكانة أفضل.
ومن اسباب تفوق "الوعد" الإدارة المدهشة لعنصر التمثيل غسان مسعود السوري بأدائه السهل الممتنع. بتركيزه وقدرته علي الايحاء وآسر ياسين الذي قدم نفسه بقوة في عمله الأول. وها هو يضيف مقدرة أخري تجعله ممثل "أكشن" متفوقاً ومتميزاً.. لا يحتاج محمود ياسين الي شهادة اضافية. فالممثل لم يفقد حضوره الآسر ولم يضعف حماسه واخلاصه في تجسيد الشخصية وايصالها الي المتلقي تماماً كما هي مرسومة في خيال صانعها. فهو يجمع بين الفكاهة "الجهمية" والسخرية الخشنة. والبلاغة في استيعاب دروس تجربته الخاصة.
وفي هذا "الوعد" قدم أحمد عزمي أفضل أدواره. كان مقعنا بلا حدود. شخصية حية وفريدة. وسوف تظل في الذاكرة السينمائية داخل البوم الشخصيات القبطية المميزة البعيدة عن النمطية.
ويحسب لوحيد حامد هذا النسيج المرهف جدا والحساس للعلاقة بين المصري القبطي والمسلم فالاثنان حسب المثل البلدي "دافنينه سوا" اي شركاء في الحلوة والمرة..
حتي الشخصيات الثانوية العابرة مثل شخصية بائع السندوتشات بتعبيراته المدهشة أمام "رزمة" الأوراق النقدية التي تركها له "يوسف" كنوع من الامتنان لشخصيته. ولانتمائه الأصيل.. ثم شخصية "لوسي" التي جددت وجودها في المشهد الوحيد الذي لعبته.
ولا شك ان الفيلم يعتبر تجربة تنتصر بقوة للغة الفيلم وتعلي من أهمية القيمة الانتاجية. وللعمل الترفيهي عندما يتجاوز التسطيح والهيافة ويطمح التعبير عن "حكاية أو حكايات" ليست بعيدة عن الواقع رغم ما تحتويه من شطحات الخيال.

thank u

من طرف greatpharaoh111 الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 2:22 pm

الفيلم ده جامد اوىىىىىىى

رغم انى افتكرت ان علشان روبى هاتبقى فيه هايبقى فيلم من اياهم زى سبع ورقات كوتشينه كدة ودفعت فلوس علشان ادخل اتفرج على روبى بقى يا معلم

بس الفلوس طلعت على الفاضى والفيلم طلع ((( مافيهوش مناظر ))) على رأى محمد هنيدى

بس بجد استمتعت بالفيلم اللى طلع عكس ما كنت متصورة خالص

وبجد فيلم جامد جدااااا

من طرف sway الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 6:31 pm

greatpharaoh111 كتب:الفيلم ده جامد اوىىىىىىى
رغم انى افتكرت ان علشان روبى هاتبقى فيه هايبقى فيلم من اياهم زى سبع ورقات كوتشينه كدة ودفعت فلوس علشان ادخل اتفرج على روبى بقى يا معلم
بس الفلوس طلعت على الفاضى والفيلم طلع ((( مافيهوش مناظر ))) على رأى محمد هنيدى
بس بجد استمتعت بالفيلم اللى طلع عكس ما كنت متصورة خالص
وبجد فيلم جامد جدااااا

يا خسارة تصدق قفلتنى من الفيلم ليه كده يا محمد ده أنا كنت هدخلة هههههههه Smile

لأ بجد أنا سمعت من ناس كتير إن الفيلم ده جامد وهدخلة قريب وبجد كلامك كمان شجعنى أوى
thank u

من طرف pureheart88 الأربعاء ديسمبر 24, 2008 11:54 pm

يعم وعد ايه انا عن نفسي مبقتنعش بالافلام دى خالص
انا مستحيل اشوف اى فيلم الا اذا كان كوميدي وبس
هو هيبقي موت وخراب ديار
Razz

من طرف sway الخميس ديسمبر 25, 2008 12:08 am

pureheart88 كتب:يعم وعد ايه انا عن نفسي مبقتنعش بالافلام دى خالص
انا مستحيل اشوف اى فيلم الا اذا كان كوميدي وبس
هو هيبقي موت وخراب ديار

يا أحمد الفيلم على فكرة ناس كتير دخلته وقالت أنه جامد أوى ومش زى اللى فى دماغك ههههههههههه
و أكيد أنت زينا كلنا بنحب الكوميدى بس للأسف مبقاش فى حد بيعمل كوميديا صح غير أحمد حلمى
هو اللى فاهم إزاى يضحك الناس thank u